الجمعة، 8 أكتوبر 2010

الآلهة في الهند

 منقـــــــول: اساطير واديان
يرى مجموعة من علماء مقارنو الأديان أن الغريزة الدينية مشتركة بين كل كل الأجناس البشرية و أن الإهتمام بالمعنى الإلهي و بما فوق الطبيعة هو أحدى التزعات العالمية الخالدة للإنسانية و هناك عوامل تقوي هذه الغريزة من أهمها اختلاف قوى الطبيعة و مواجهة الإنسان لهذه القوى وجها لوجه و احساسه بالضعف اتجاهها .
و الهند حقل رائق لتطبيق هذه المبادئ فقد نشطت قوى الطبيعة و واجهها الإنسان الهندي وجها لوجه و أحس بالضعف اتجاهها فأصبح متدينا بطبيعته و يشغف بالروحانيات و يسعى دائبا الى معرفة الإله و يتخذ من الزهد وسيلة ليتخلص من دنيا المادة و ينتظم في دنيا الروح
فمن الصعب أن تجد هنوسيا لا يعبد عددا من الآلهة فالعالم عنده زاخر بها حتى أنه يصلي للنمر الذي يفترس أنعامه و لجسر الحديد الذي يصنعه الأوربي و للأوربي نفسه عند الحاجة لذلك
لقد عرف الهنود القدماء عبادة الحيوانات و بخاصة البقرة كما عرفوا عبادة قوى الطبيعة و عرفوا كذلك عبادة العضو التناسلي
الذكري معتقدين أنه سبب الخلق و كان هذا الإله يسمى عندهم (Linga) و هي اشتقاق من الكلمة الإنكليزية Link أي صلة و رابط و في العصور الآرية اندمج هذا الإله في الإله الذي تكون منه الثالوث الهندي
و عبدة الهنود للحيونات نشأت عن الفكر الطوطمي أو عن اعتقادهم بأن الله يتجلى في بعض الأحياء فيحل فيها - فيُحتمل حلوله في هذا الإنسان أو ذاك - أو لأنهم آمنوا بالتناسخ فجاز عندهم أم يكون الحيوان جدّا قديما أو صديقا عائدا الى الحياة و كان للبقرة قدسية خاصة من بين الحيوانات لذلك سأخصها بالذكر في هذا البحث ثم سأتكلم عن آلهة الهنود من الظواهر الطبيعية

عبادة البقرة

حظيت البقرة في الهند بأسمى مكانة و هي من المعبودات الهندية التي لم تضعف قداستها مع مرور الزمن ففي الأدب المنسوب للمهاتما غاندي تفسير لما حظيت به البقرة قديما و حديثا من نفوذ ديني .

في مجلة تصدر في بومباي اسمها ( Bhavan's Journal ) العدد نوفمبر 1963 نقتبس ما يلي عن عبادة البقرة

نشيد نشرته المجلة في صفحة مستقلة كُتب داخل رسم تخطيطي لبقرة و الترجمة الى العربية كما يلي :

صــــــــلاة الى البقرة

أيتها البقرة المقدسة , لك التمجيد و الدعاء , في كل مظهر تظهرين به , انثى تدرين الحليب في الفجر و عند الغسق
 أو عجلا صغيرا , أو ثورا كبيرا , فلنُعد لك مكانا واسعا نظيفا يليق بك , و ماء نقيا تشربينه , لعلك تنعمين بيننا بالسعادة .

و هناك أسطورة تُروى كمحادثة تم اقتباسها من مجلة ( Sumani Sinanda ) و هي محادثة بين ملك و خنزير كما يلي :

ذهب الخنزير يوما الى ملك و هو يصلي أما البقرة و يعلن لها أنها معبودُه الأوحد
قال الخنزير للملك : أيها الملك متى ستعبدني ؟
فثار الملك و نهر الخنزير قائلا : أخرج و إلا قتلتك
بكى الخنزير و انتحب و قال : نعم أنا أعرف أنك تحب فقط لحمي فأنا أموت لأقدم لك ما تحب و مع هذا فإنك تعبد البقرة و لا تعبدني
فأجاب الملك : انك أحمق أيها الخنزير انني آخذ لحمك بعد موتك  و سرعان ما ينتهي لحمك , أما البقرة فإنها تقدم لي طعامي طائعة و هي حية و كذلك تستمر في في تقديمه يوما بعد يوم بلا نهاية
انها رمز للإيثار و لذلك أنا أعبدها .

و قد قال المهاتما غاندي في مقالة له بعنوان ( أمي البقرة ) في نفس المجلة ما يلي :

" إن حماية البقرة التي فرضتها الهندوسية هي هدية الهند الى العالم و هي احساس برباط الأخوة بين الإنسان و الحيوان و الفكر الهندي يعتقد أن البقرة أم الإنسان و هي كذلك في الحقيقة , إن البقرة خير رفيق للمواطن الهندي و هي خير حماية للهند "

" عندما أرى البقرة لا أحسبني أرى حيوانا لأني أعبد البقرة و سأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع ......."

" و أمي البقرة افضل من أمي الحقيقية من عدة أوجه فالأم الحقيقة ترضعنا لمدة عام أو عامين و تتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا و لكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما و لا تتطلب منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي , و عندما تمرض الأم الحقيقة تكلفنا نفقات باهظة و لكن أمنا البقرة لا تخسرنا شيئا ذي بال و عندما تموت أمنا الحقيقة تتكلف جنازتها مبالغ طائلة و عندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل و هي حية لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظام و الجلد و القرون "

الآلهة من الظواهر الطبيعية :

و من آلهة الآريين التي وردت في كتبهم المقدسة مجموعة من الظواهر الطبيعية مثل :

وارونا : إله السماء

إندرا : إله الرعد الذي يسبب الأمطار

الشمس : و كانت تُعبد في خمسة أشكال فتُعبد لذاتها باسم ( سورية ) و تُعبد كمصدر انتعاش باسم ( ساوتري ) و تُعبد اتأثيرها في نمو الأعشاب و الحشائش باسم ( بوشان ) و تُعبد كبنت للسماء باسم ( مترا ) و أخيرا باسم ( وشنو ) أي النائب عن الشمس ثم استقل وشنو فعُبد لذاته .

أغني : إله النار

أوشا : إله الصبح

رودرا : إله العواصف

بارجانيا : إله المطر و المياه و الأنهار

وايو , واتو  : إلها الرياح
و يُعلق كتاب Hindusim على كثرة الآلهة بقوله : ان هذه الديانة توزع الآله حسب المناطق و حسب الأعمال التي تناط بهذه الآله فلكل منطقة إله و لكل عمل أو ظاهرة إله .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

seo elite seo toolbar backlinks backlinks service