الخميس، 23 أكتوبر 2014

بابا بابا الله خذلني



كعادته كان جالساً يلهو بألعابه المفضلة على جهاز الكمبيوتر ويداه الصغيرتان تتجول بين أزرار لوحة المفاتيح وعيناه شاخصة على الشاشة ويصرخ بأعلى صوته يا رب يا رب.... بعدها صمت قليلاً ونظر باتجاهنا أنا ووالده وقال باللغة العربية الفصحى بصوت خافت ذليل: بابا الله خذلني!! لم استطع أن امسك نفسي من الضحك والقهقهة بصوت مرتفع، طفل لم يتعدى عمره بعد العشرة سنوات من أين تعلم كلمة خذلني؟؟ وهل يعلم فعلاً معناها؟ اعتقد انه يعلم جيداً معناها فما قالها إلا حين خسر اللعبة. وبعد أن تمالكت نفسي من الضحك فكرت في أبعاد تلك الكلمات ومعانيها التي خرجت من فاه طفل صغير لم تكتمل مداركه بعد ومازال عقله في مرحلة النمو والتطور. لا واللات والعزى فما نطق الطفل عن الهوى إنما هو وحي يوحى، فأين ذهبت آيات صاحب الحق ألحصري للنشر التي حفظها عن ظهر قلب في حصص الدين واللغة العربية والاجتماعيات والعلوم ولو قليلا لوضعت في منهاج اللغة الانجليزية. وأين تلك الأدعية ذهبت؟ دعاء الصباح والمساء دعاء ما قبل الأكل ودخول الحمام ودعاء النكاح ودعاء الكروان... وأين قصص ألف ليلة وليلة عن المعجزات وقصص الأنبياء؟ كلها أصبحت لا تساوي عنده شيء بعد أن سقطت أمنياته وتحطمت أحلامه المبعثرة. بابا بابا الله خذلني! فلو قال خذلني أخي أو ابن عمي أو جاري أو ..أو... لذهبنا وعاتبناه كيف يخذل طفل صغير ... لكن اليوم من هو خاذله؟ من منا يستطيع أن يعاتب خاذله؟ أو حتى يعلن تضامنه مع الطفل الصغير! لعمري لو سمع علماء الأمة الأبرار العاكفين ليلا نهاراً بالبحث والتنقيب عن ما هو مسند صحيح وما هو مدسوس من الأحاديث التي كان لها الأثر الكبير على تقدم الأمة ورفع شأن العلم والعلوم فبفضلهم ها هي مكوكاتنا الفضائية تجوب الفضاء لتثبت للعالم أن القمر قد انشق قبل 1400 سنة وهاهي مآثرهم في تطوير الأسلحة وعملهم الدؤوب لإعادة فتح الأندلس. ولا ننسى فتوحاتهم العلمية واكتشاف أهمية إرضاع الكبير وبول البعير واعجازات أخرى طبية وفيزيائية واجتماعية ورياضية والكثير الكثير التي لا تعد ولا تحصى أذهلت العالم والعلماء فاعترفوا صاغرين وخروا أمامهم خاشعين.

لو ردد هذا الطفل أمامهم الله خذلني ماذا سيقولون؟ أنا أتوقع الإجابة التالية: لا يا حبيبي الله لم يخذلك الله يحبك لقد صنع هذا ليمتحنك. وإذا أجاب الطفل: كم من مرة يجب أن أخوض الامتحان؟ إجابتهم معروفة الله اعلم. وهنا ينتهي النقاش وتسند إلى "لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم". الأمور أصبحت في علم الغيب ولا يعلم بالغيب إلا صاحب الغيب. وإذا تمادى في أسئلته اُتهم والديه بالتقصير بتربيته. كان يجب أن يضرب كي لا ينشأ فاسقا ويتعلم أن لا يكرر هذه الأسئلة لا الآن ولا في المستقبل، فهم لا يكتفون بالقمع الفكري بل يتعدون ذلك للإيذاء الجسدي والنفسي. كلا أيها الأجلاء لن اعترض سبيله وسأتركه مع ملاين الأطفال كالشوكة في عيونكم والغصة في حلوقكم.

كلام هذا الطفل ذكرني بقصة رواها لي احد المؤمنين السابقين قال: كان عند ابن الجيران دراجة هوائية أحببتها فطلبت من والدي أن يشتري لي واحده مثلها فقال اطلب من الله أن يرزقك مثلها فهو سميع مجيب ورزاق كريم أما أنا فلا املك ثمن دراجة. سمعت كلام والدي ولمدة شهر كَامل وان أدعو ليلا نهاراً أن احصل على دراجة. في البداية وضعت لها مواصفات إضافية حتى تفوق دراجة ابن الجيران، وكلما تأخر في الاستجابة كنت أتنازل عن بعض الإضافات يومياً حتى وصلتُ إلى مرحلة اليأس، لكني تذكرت ان الله غفور رحيم فسرقت الدراجة واستغفرت ربي. هذا هو الحل السليم والأسهل عندما يخذل الله الطفل!!!

بابا الله خذلني أطفال الفلاحين والمعدمين والطبقة الكادحة لا يحلمون بأكثر من حذاء جديد أو معطف يقيهم برد الشتاء أو لعبة يلهون بها أو وجبة طعام قد سمعوا عنها أو شاهدوها، أطفال لقطاء ومشردين مسحوقين ومعدومين يحلمون ببيت صغير يؤويهم، أحلامهم الصغيرة لا يعجز عنها من رفع السماء دون عمدان واخرج الحي من الميت وشق القمر والبحر واغرق فرعون وجنده، وأنقذ إسماعيل من الموت عطشا وانزل على بني إسرائيل المن والسلوى، ألا يستحق أطفالنا ممن ولدوا دون ذنب من رحم المجاعة والكوارث، نظرة عطف وحنان في الصومال وجنوب السودان وهاييتي وغيرها من البلدان، لمعجزة كأس ماء نظيف وكوب حليب الكل منهم يحلم بالبيت والدواء ألا يستحق أن ينام أطفال فلسطين والعراق بأمان دون إزعاج القنابل والصورايخ. طفل يصارع الموت، وأخر شوهته الحروب والصراعات، وطفل ولد مشلولا، الكل يحلم أن يبرأ هل هذا كثيراً؟؟؟ ألا يحق لهم القول بابا بابا الله خذلني!!!

لكني اليوم سأحطم جدار الصمت واخرج مع كل أطفال العالم المحرومين والمنكوبين واشد على أيديهم ونرفع سوياً شعار"يا أطفال العالم اتحدوا" واخرجوا للساحات والشوارع واملؤا الجبال والتلال والسهول والهضاب والوديان وارفعوا قبضة أياديكم الصغيرة نحو السماء واصرخوا بأعلى صوت وزلزلوا الأرض حتى تخرج براكينها ورددوا معاً بابا بابا الله خذلني.... بابا بابا الله خذلني...


الأحد، 11 أغسطس 2013

كابوس يوم الجمعة

كابوس يوم الجمعة


بقلم سالم النجار

فإذا جاء يوم الجمعة فر الأطفال من بيوتهم كفئران مذعورة تطاردها لجنة مكافحة قوارض البلدية ، فتجد من يندفع من باب المنزل والبعض يقفز من فوق السور، وصراخهم يملئ المكان يحثون بعضهم بعضا على سرعة مغادرة الحار قبل فوات الأوان، اغلبهم حفاة عراة لا يكسو أجسادها الصغيرة سوى قطعة صغيرة من ملابسهم الداخلية ، وأفرهم حظا من وجد الوقت الكافي لحمل بنطال أو بلوزة أو حذاء لارتدائها حين تسنح الفرصة بذلك . والأمهات خلفهم يركضن صارخات وملوحات بأيدهن داعيات أطفالهن على اقل تقدير انتعال الحذاء، لكن هيهات من ينظر إليهن أو يسمع كلامهن فلا مجال ولا وقت لديهم وإلا وقعوا ضحية كابوس يوم الجمعة. هذا المنظر الصاخب أصبح مؤلفا بل وروتينيا أيام الجمع لأهالي الحارة فلا شي جديد ولا شي مستغرب هي القصة ذاتها تتكرر في نفس اليوم من كل أسبوع، فهم أصبحوا يعلمون أن الأطفال قد استعدوا جيدا واعدوا العدد ورسموا الخطط للخروج من هذا اليوم بسلام وان أي خطأ يقع يكون مسؤولية الفرد نفسه ومجوعة التنفيذ غير مسئوله بتاتا إذا هي قامت بكل المطلوب منها بالشكل الصحيح وبالوقت المناسب . أما حيثيات الخطة فكانت تقوم على أساس تقسيم الأطفال المناوبين تلك الجمعة إلى مجموعتين لمراقبة مداخل الحارة الجنوبي والغربي ، وثلاث مجموعات متجولة بين البيوت يكون عدد كل مجموعة ثلاث أشخاص بالإضافة خمسة مراسلين مهمتهم تمرير المعلومات ما بين فرقتي المراقبة وفرقتي المراقبة والفرق المتجولة . يبدأ تنفيذ الخطة عند مشاهدة أو سماع جرس الدراجة الهوائية للمطهر، تقوم مجموعة المراقبة بعد التأكد مباشرة بإبلاغ المراسلين اللذين بدوهم يقومن بتمرير المعلومة لمجموعة المراقبة الثانية والمجموعات المتجولة التي تأخذ على عاتقها الهرولة بين البيوت معلنة حضور المطهر ، وحسب الخطة المنصوص عليها خصص لكل مجموعة مكونه من خمس أطفال مكان اختباء خاص على أطراف الحارة وذلك لتفادي سقوط عدد كبير من الضحايا . وتطالب الخطة من الجميع الالتزام وعدم مغادرة أماكنهم لحين إعلان لجنة المراقبة عن مغادرة المطهر ارض الحارة و زوال الخطر . بعد التأكد أن الوضع أصبح آمانا نعود لنجتمع جميعنا من جديد في مجموعة واحدة للعود إلى الحارة وحناجرنا تصدح بأناشيد الفرح والنصر وعيون أهل الحي تلاحقنا بنظرات الحيرة والسخرية ولسان حالهم يقول يا للعجب خرجتم مذعورين مرعوبين وتعتقدون أنكم عدتم منتصرين!! ولسان حال الأطفال يرد وما نفرق نحن عن باقي العرب فوسائل إعلامهم تعج بأناشيد انتصارات لم نراها يوما قط !! المهم أن المطهر لم ينل مبتغاة ، تماما كما تحاول وسائل الإعلام إقناع الرأي العام أن العدو لم ينل من صمودها!! .
من المؤكد أن كل هذا التكتيك لم يحول دون سقوط الضحايا بأيدي السفاح كما كان يدعوه الأطفال ، وكنا نعزيها عادة لأسباب عدة منها التلكؤ بمغادرة المنزل أو الجشع بسب وعد ما وأحيانا لظروف خارجة عن إرادتهم وغيرها من الأسباب التي قد تخفف عنا ، وكنا نعزي أنفسنا بالقول وقوع الضحايا متوقع ووارد ولا بد منه فلا يوجد شي كامل، إنما الكمال لله ، القلق الحقيقي الذي كان ينتابنا إذا زاد عدد الضحايا عن الحد المتوقع فهذا دليل على فشل الخطة ومع ذلك لم نفكر يوما بتغيرها أو إضافة أي تكتيك جديد عليها أو عمل خطة بديلة للحالات الطارئة، فهذا أقص ما لدينا وما توصلت إليه عقولنا آنذاك. حين وقعنا بالمصيدة واقتدنا إلى مصيرنا المحتوم ، عندها فقط أدركنا متأخرين بأننا لسنا الوحيدين القادرين على التخطيط والتكتيك فهناك من يتابع ويراقب وقادر على اصطيادنا بسهولة بشكل فردي أو جماعي ما دمنا لا نملك أي بديل.

وكبرنا وعادة أيام الجمع تجمعنا وبقيت طريقة تفكيرنا هي هي.......
سالم النجار

الاثنين، 5 أغسطس 2013

مجلس العرافين

بقلم سالم النجار


الاجتماعات التي قادها مختار القرية مع مجلسه البلدي في مقر إقامته لمناقشة أحوال البلاد والعباد بعدما ألم بهم من كرب , و لم تجدي التدابير نفعا, ولم تأتي بأقل الرجاء , فقد شحت أبارهم وذبلت أشجارهم وذهبت محاصيلهم وشارف فصل الشتاء على الانقضاء ولم يهطل المطر ,. توصل المجلس في جلسته الأخيرة أن حجم الابتلاء يفوق حجم الإجراءات ، التي اتخذها المجلس من تكثيف صلوات الاستسقاء والصوم والانذرة والدعوة إلى الفضيلة والنهي عن الرذيلة , وبناء المزيد من دور العبادة , كل هذا لم يشفع لهم فما زالت الغيوم تمر بسماء القرية كزائر ثقيل الظل تحجب الشمس لفترات وتبخل أن تجود بعطائها أو حتى دفع ضريبة العبور. مما اوجد حاجة ملحة إلى اتخاذ قرارات فورية وجريئة دون محابة أو مهادنة للوصول لجذر المشكلة وإيجاد الحلول الكفيلة لإنهاء المعاناة نهائيا . فكان قرار المجلس الاستعانة بمجموعة من أشهر العرافين واتقاهم أصحاب الخبرة والكفاءة والمشهود لهم من العامة والخاصة مهما كلف الأمر ، عل وعسى أن يكون الحل على أيديهم الطاهرة
باشر مجلس العرافين عمله بوضع قوانين وأنظمة توضح العلاقة بين الشعب ومجلس العرافين، وعمد المجلس إلى توسيع نطاق صلاحياته على حساب المجلس البلدي وحريات الأفراد كلما تأخر المطر ، فقام بإبادة أنواع من الحيوانات بحجة النجاسة، وحرق وقلع بعض الأشجار على أنها تحمل ثمار إبليس، وطالت يد المجلس حتى وصلت إلى بعض دور العبادة فقام بهدمها بحجة الأرض غير طهور ، ولاحق روادها وأقام الحد على البعض والبعض الأخر فر خارج القرية فشردت واستعبدت ذريتهم.
كل سياسات الذل والقهر والقتل والحرق التي مارسها المجلس ضد أهالي القرية لم تأتي ثمارها فمازال المطر ممسكا عن الهطول ، ومشكلة المياه تتفاقم أكثر فأكثر فقد جفت الآبار وفرغت الخزانات ولم يعد يجد أهالي القرية ما يطفىء ظمأهم غير المياه في السوق السوداء والتي أصبحت تباع بأضعاف ثمنها ، مما حدا بأحد الشباب بإرسال اقتراح لمجلس العارفين مضمونه" بما أن النهر يبعد عن القرية اقل من كيلو متر واحد بإمكاننا استغلال المياه بواسطة نقلها بأنابيب أو تنكات خاصة "
في اليوم التالي اصدر مجلس العرافين بيانا يعلن انه استطاع القاء القبض على رأس المؤامرة ومازال البحث جار عن أذيالها

الخميس، 1 أغسطس 2013

كبارية الشرق

بقلم سالم النجار


أما بعد،
رغم مرور السنين ما زال الصراع محتدما قي كباريه الشرق من اجل التغيير ، فالقوى المسيطرة ليس لديها النية الحقيقة بتغير الراقصات بعد أن شخن وما عادت أجسادهن تتمايل كغصن ألبان ولا هز وسطهن يحرر الكبت الجماهير و أصبحت سيقانهن كأعمدة آيلة للسقوط، وتاه تكوير الصدر بين التثليث والتربيع ، وترى أن هذه الأمور يمكن تجاوزها من خلال زيادة الاهتمام بالطبل والمزمار فهي كفيلة بجلب انتباه الجماهير وإلهائهم بالبحث عن عيوب الراقصات . أما القوى المعارضة فلها رأي أخر فهي ترى أن هذا الأسلوب أصبح قديما مستهلكا ولابد من استخدام أساليب جديدة لإعادة الروح للكباريه والحد من التذمر الجماهيري ، فكان بديلها الإبقاء على الراقصات مع كسيهن بأثواب تغطي عيوب أجسادهن بحجة الالتزام بالأعراف والتقاليد ، وبهذا يترك المجال أمام الجماهير لرسم الصورة التي تحلو لها لما تحت الثياب

الخميس، 25 يوليو 2013


هروب ميت

بقلم : سالم النجار 

         ليست قصة من قصص ألف ليلة وليلة ولا هي من أساطير الأولين ولا حلم راودني ولا هذيان أصابني، هي قصة حقيقية مائة في المائة من بدايتها وحتى نهايتها، نعم لا يوجد شوهد, ولا يوجد أي إثبات على صحة ما ادعي, لكن قولنا نحن أحفاد الأنبياء يتسم بصدق والأمانة فلا يحتاج إلى شهود أو إثبات الواقعة. القصة بدأت حين قرع جرس باب الشقة الساعة الثانية بعد منتصف الليل قبيل أن استسلم للنوم بشكل كامل، نهضت من فراشي متثاقلاً وجلست على حافة السرير وأنا أتمتم بكلام لا يليق أن أتفوه به وأنا بكامل وعي الآن لكن، لك أن تضع نفسك مكاني لتتوقع ما كنت أقول، ثم بدأت رحلة العذاب نحو باب الشقة، شعرت أن المسافة من غرفة النوم إلى باب الشقة تقاس بالكيلومترات وتحتاج إلى زمن يقاس بالساعات، لكن بإصراري المتذمر تحديت النعاس والكسل وصارعت المسافة والزمن حتى انتصرت ووصلت إلى الباب, وما أن فتحت الباب حتى وقع نظري على فتاة جميلة في العقد الثالث من عمرها, أنستني عذاب تلك الرحلة الطويلة ودبت الحياة من جديد في عروقي وفر النعاس مني بادرتني بابتسامة جملية لتقول: مساء الخير ... آسفة على الإزعاج... إن لم أكن غلطانة هذا منزل السيد سالم النجار؟ نظرت إليها وأنا لا اصدق عيناي فتاة بمنتهى الرقة والجمال والأناقة تأتي منتصف الليل لتسأل عني!!! يا لي من رجل محظوظ، نظرت إلى عيناها الواسعتان وقلت: لا مش غلطانة ممكن اعرف مين حضرتك؟ ودعوتها للدخول وأقفلت الباب خلفها,عندما وصلت منتصف غرفة الجلوس وقفت واستدارت نحوي وهي تقول: لا داعي لتعرفني، لأن لقائنا لن يطول ولن نلتقي بعد اليوم. أنا: أمرك عجيب تأتيني بعد منتصف الليل وتزعجيني وتزعجي أهل بيتي ولا ادري ماذا ستقول الآن زوجتي عندما تراك!!! وأنت لا تريدي أن تعرفي على نفسك!!! هي: نعم لا داعي لتعرف من أنا ولا تقلق لن تسمعني ولن تراني زوجتك, فقد متُ منذ عشرة أيام... واليوم فررت من قبري لأراك. كلماتها سقطت كالصاعقة على مسامعي وتوقف الدم في عروقي ولم تعد قدماي قادرة على الصمود أكثر فتوجهت إلى اقرب كنبة والقيت نفسي عليها وأنا مصدوماً دون أن أتفوه ببنت شفة ... بينما الأفكار تتصارع في رأسي, وأنا أتسأل أيعقل ما تقول تلك الفتاة؟ أين حارس المقبرة؟ وكيف غافلته وفرت؟ بل أين منكر ونكير؟ وأين أصواتهما التي كالرعد القاصف وأعينهما كالبرق الخاطف؟ هل تقاعسا عن أداء عملهما؟ وأين الثعبان الأقرع؟ وكيف نفذت من أنيابه؟ أم أنها ما زالت في البرزخ تنتظر الحساب؟ وقاطعت أفكاري بقولها: ما بال وجهك اصفر ويداك ترتجفان! ولسانك انعقد!... لا تخف لا أريد بك شراً بعد أن سمعت كلامها اطمئن قلبي قليلاَ أو بصراحة أكثر استسلمت للأمر الواقع فلم يعد لي قدمان تحملاني ولا حتى نفس ولا مجال للفرار. لذلك قررت الاستمرار في الحديث فقلت لها: لكن كيف استطعتي الهروب من القبر رغم الحراسة المشددة؟ الفتاة: لا....لا يا سالم لقد خذلتني يا حفيد الأنبياء!!! لكن دعني أقول لك كيف, إله أجدادك لا يهمه من المرأة إلا جسدها أما روحها ونفسها فلا تعني له الكثير, وها أنا قد تركت جسدي بين يديه ليتفحصه فإذا كان مصوناً عفيفاً فيا فرحتي ستكون جائزتي الزواج من فحل مؤمن يختارني من بين جميع النساء, يشير بإصبعه فقط وعلي أن أطيع كي أصبح رقماً من أرقام ً زوجاته أما مشاعري وأحاسيسي فلا قيمة لها أنا: ولماذا فررت إلي؟ الفتاة: جئتك لأقول لك إني اكره أجدادك أنا: لا اعتقد انك تحديت كل تلك المتاعب.. وعانيت كل تلك الصعاب وأصبحت مطاردة من حرس المقبرة والأمن الإلهي وجميع من في السماء والآن تم التعميم عليك على كافة النقاط الحدودية السماوية لتقولي هذا الكلام!!! الفتاه: تصور... كل هذا لأقول لك أنا اكره أجدادك ومن أرسلهم ... لن استطيع الموت بسلام وتلك الكلمات عالقة في جوفي .. كلمات لم استطع البوح بها وأنا على قيد الحياة لأريح ضميري, أما الآن فقد أغُلق الكتاب وختم بالشمع الأحمر وتخلصت من جميع قيود أجدادك السلف والخلف الصالح وأصبحت حرة . أنا: انك تتحاملين كثيراً على أجدادي فما قدموه عبر التاريخ من بطولات وتضحيات لإخراج الناس من الظلمة إلى النور... الفتاه : يا ريت تركونا في الظلام يا أخي اشرف مئة مرة من النور الذي أخرجونا إليه! أنا: المفروض أنك من الشاكرين بعد أن أعادوا للمرأة كرامتها ومكانتها في المجتمع! نظرت إلي والشرر يتطاير من عينيها وتقدمت نحوي بخطى سريعة، عندها عاد شعوري بالخطر وبدأ قلبي يرتجف وتضاعفت نبضاته، فما كان مني إلا الإسراع بتذكيرها بوعدها... الفتاه: أية كرامة وأية حقوق تتكلم عنها؟ ... إذا كانت الواحدة منا محاصره في المنزل والعمل والشارع,لا تستطيع التعبير عن نفسها ومكنون صدرها وضعتم القيود والسلاسل بأيدينا وأرجلنا وقلتم لنا انطلقن!! لماذا الرجل لا يعيبه العيب؟ وكل زلاته مغفورة؟ أنا: عزيزتي الجواب بسيط, في مفهومنا الشرقي المفتاح ألذي يفتح جميع الأقفال يسمى- ماستر كي- هذا هو الرجل. أما القفل ألذي تفتحه جميع المفاتيح لا حاجة لأحد به وهذه هي المرأة هذه المرة اعتقدت إنها لا محالة ستنكث الوعد بعدما رشقتني بنظراتها الغاضبة لكنها والحمد الله التزمت به مرة أخرى الفتاة: الأقفال التي أغلقت عقولكم صدأت مُنذ قُرون وهي بحاجة إلى كسر لا مفاتيح, وما دمتم تعتقدون أننا أنصاف رجال بالشهادة والميراث... وأنا لا اعترض , إذن لماذا لا يكون لنا نصف ما للرجل في الزواج فيكون لزوجتك زوجان ولها نصيب بخمسة وثلاثين من غلمان الجنة.... انتفضت من مكاني كثور هائج مائج واندفعت نحوها بكل عزيمة وإصرار محاولاً الإمساك بها لكنها اختفت فجأةً تفقدت المكان من حولي فلم أجد لها اثر فتناولت كوب ماء كان على المنضدة ورشفة منه جرعة وإذا بصوتها خلفي تقول: الحقيقة بعض الأحيان مّرة ولا بأس بقليل من الماء حتى تخفف حدة مرارتها .... هل احضر لك ليموندا؟ التفت إليها وقلت أنا: لقد تماديت كثيراً...انتهى الكلام بيننا رجاءاً عودي إلى قبرك لا أريد أن اسمع منك المزيد الفتاة: أنا لم انهي بعد كلامي, أرجوك اسمعني أنا لا أسعى لنفسي فقد مت وانتهى أمري ,لكن هناك من يعاني يصرخ ويستنجد فمد له يد العون والمساعدة أنا: ما هي قصتك وماذا تردين مني تحديداُ؟ الفتاة: قصتي بدأت حين أحببت شاباً تعرفت عليه صدفة في الكلية رغم حقدي على جميع الرجال بعدما عايشت معانة أمي مع أبي التي لم تقتصر على الإهانات والشتائم بل تعدها إلى الضرب باليدين والعصا وحين طلقها لم يدري أحدا ما هو سبب الطلاق, هذا العنف حتى لو اختلفت أنواعه كانت السمة السائدة داخل مجتمعنا فكان أكثر ضحاياه الأطفال والنساء والجلاد هو الرجل, لذلك قررت عدم الزواج كي لا أنجب ظالماً أو مظلومة, لكن الحقيقة لم استطع منع نفسي ومشاعري من حب ذلك الشاب, وما زلت أتذكر أول يوم كيف جائني مسرعاَ وقدم لي وردة حمراء وقبل أن أتفوه بكلمة لاذ بالفرار فقد لحق به حارس الحديقة مهدداً متوعداً,تلك الوردة كشفت ذاتي ومشاعري أخرجتني من عالم الكآبة والاضطهاد إلى عالم آخر جميل شعرت أني الأهم والأجمل وزادة ثقتي بنفسي, لا اعلم كيف تغير العالم من حولي وكيف تغير كياني أصبحت أحب جميع الناس وأغفر لكل من أساء إلي, حينها شعرت بمعنى الحب وماذا تعني المحبة , عشت ذلك الحلم الوردي بضعة شهور وأيام. وحين اكتشف أبي علاقتي بذلك الشاب انهال علي بالضرب والشتم وهو يصرخ : بنات أخر زمن ... ما عنا بنات تحب!!! منعني من الخروج وبقيت حبيسة المنزل لا احد يزورني ولا ازور, وكنت يومياً أمني نفسي أن ألقاه لدقائق أو لحظات لأقول له: أني على العهد باقية. لكن كل تلك الأماني ذهبت أدراج الريح حين وافق أبي على تزوجي من قريب له رغم انه متزوج ولديه ثلاثة أطفال بطبع دون استشارتي, برأيه كان هذا الحل الأمثل ليستر على فعلتي!!!. إلا يكون العقاب على قدر الذنب؟؟ وهل أذنبت فعلاً حتى استوجب العقاب؟؟. لم يكن قرار الرفض أو القبول بيدي فذهبت إلى بيته ذليلة مكسورة القلب والوجدان. لم أشأ أن أبدء الحياة مع زوجي وقلبي ما زال معلقاً بشخص أخر, صارحته بحقيقة مشاعري وطلبت منه أن يمهلني بعض الوقت ويساعدني كي أنساه. لكن على ما يبدو قرعت الباب الخطأ وقبل أن انهي كلامي معه انهال علي بالضرب والسب والشتم وطردني خارج المنزل وأغلق الباب, فعدت إلى منزل أهلي اطلب العدل والإنصاف, لكن الحال في منزلنا كان اظلم بكثير فقد استقبلني أبي بالسب والشتم والضرب ولم تقوى زوجة أبي بمنعه عني وكان كلما أراح نفسه قليلاً ازداد شراسة وهو يصرخ لماذا عدتي ؟ ماذا فعلتي؟ ثم تناول سماعة الهاتف وهاتف زوجي ودار بينهم حديث لا اذكر منه شيئاً سوى نهاية الحديث عندما سقطت سماعة الهاتف من يد أبي وهو يردد ابنتي عاهرة, صرخت على الفور أبي أرجوك اسمعني لا تصدق, لكن لا احد يريد أن يسمع مني, فكانت تلك أخر كلماتي شعرت بعدها إنني اسقط في بئر عميق ليس له قرار وأنا أمد يدي طالبة النجاة وعيناي تراقب بقعة ضوء أخذت تتلاش شيئاً فشيئاً حتى اختفت, ومازلت اصرخ أبي أرجوك... أرجوك اسمعني توقفت عن الكلام وجلست على الكنبة ووضعت رأسها بين كفيها, وأخذت تمسح الدموع التي انسكبت على خديها ,كنت اجلس على الكنبة المقابلة مرتبكاً ابحث عن كلمات تواسيها وتخفف من ألآمها ,فكرت أن اعتذر منها لكن هل تكفي كلمة آسف؟؟ وهل تعيد لها ما قد خسرت؟؟؟, فكرت أن أقدم لها بعض المناديل لتمسح دموعها لكن لو مسحت ما سقط، ما الذي سيجفف الدموع بعينيها ؟ وبينما أنا غارق في التفكير اقتحم المكان رجل ضخم بشع المنظر وهو يصرخ أين هي؟ أين هي؟ ثم توجه نحوها وامسك يدها وجذبها بقوة نحوه حتى أسقطها أرضا ثم عاد من جديد وأمسك شعرها وجرها خارج المنزل وهو يصرخ: كيف تخرجين من القبر دون محرم

الخميس، 6 أكتوبر 2011

مذكرات الشيطان الجزء السابع

بقلـــــــــــم محمــــــــــد الحلــــــــــو


هل تظنون أن كل من دخل الجنة هو سعيد ؟؟
هل تعتقدون أن الجنة هي خلاصة السعادة والهناء ؟؟؟؟
لا .لا ....لا هذا ليس صحيحا أبدا !!!!! وأثباتي لذلك هو رسالة وصلتني من الحاج عبد الله ,والملقب بالحاج عبود ,,الذي كان رجلا ورعا مؤمنا, توفاه الله عن سبعون عاما كان قد قضاها في أعمال البر والتقوى ,,, بعدما عاش حياة حافلة بالتقوى والورع والأيمان .... لقد كان يؤدي فريضة الحج كل عامين ويؤدي مناسك العمرة مرتين في العام الواحد ....... وأنا شخصيا كنت أعاني منه الأمرين,, نظرا لتعوذه مني مئات المرات في اليوم ,وزد على ذلك بانه كان يقوم بقذفي الحجارة _ عند تأديته لمناسك الحج والعمرة - بكل قوة وغل!!! ... عموما لقد سامحته على كل ما حصل وما فات مات .
كان نقطة ضعفه الوحيدة هي شبقه الدائم للنساء .. فلقد تزوج في حياته سبعة مرات !!!! ولقد جمع في وقت من الأوقات اربعة نساء معا !!! لكنه _ وبكل أمانة لم يقرب الزنى ابدا ..لقد أخبرني في رسالته أنه كان قد عشق احدى نسائه_ كانت أجملهن وأصغرهن سنا وأكثرهن اغراء وخبرة وأسمها بهية _ حد الثمالة ولقد اعترف لي بانه كان يجامعها يوميا خمس مرات _ طبعا على حساب بقية نسائه.
لا أريد أن اطيل عليكم.... فلقد فاز الحاج عبود ودخل الجنة من اوسع ابوابها ... أسمحوا لي الان أن أقرا لكم مقتطفات من رسالة عبود لي بعد مكوثه في الجنة 456 عام :

سيدي الشيطان الأكرم : لقد بينت لكم في مقدمة رسالتي كل الظروف التي احاقت بي حتى هذه اللحظة التي انتويت بها الأنتحار
كانت بدايتي هنا رائعة جدا بل اجمل واحلى من حدود كل التخيل!!!! لكل ان تتصور رجلا شبقا مثلي يجامع يوميا أجمل الجميلات ذاوات المواصفات الربانية التي تعرفها؟؟ ... كنت كل صباح وبعدما ألتهم ما يتيسر من الشهد المصفى ,,وبعدما اجرع ما اشتهي من خمور اتمشى قليلا قرب نهر اللبن فكنت لا استطيع ان املك نفسي عندما ارى تلك العاهرات العاريات الجميلات الخبيرات بكل فنون الجنس _ ( أسف أنا أقصد الحوريات ) .. اللواتي كن يتبطحن بكل اغراء ويهجمن علي ويقمن بتعريتي وووووو......الخ بالحقيقة كنت اخجل جدا_ بل واستهجن - من ممارسة الجنس الجماعي لكنني مع الوقت أصبحت استسيغة وخصوصا حينما رايت ذات مرة النبي ابراهيم وهو يقوم بذلك عاريا كما خلقه ربه بدون اي بادرة من الحياء !!!.
بدأت معضلتي بعد عشرة سنوات من النكاح _ اقصد بعد عشر سنوات من دخولي الجنة _ وذلك بعدما عشقت احدى الحوريات المغريات الرائعات واسمها سوسو _ هكذا كنت ادلعها _ ..نعم يا عزيزي الشيطان فلقد عشقتها بكل جنون. كنت اجامعها مئة مرة في اليوم .. يا الهي كم كانت متمكنة مني بحيث اوشكت على عبادتها دون الله _ استغفر الله واعوذ من الشيطان- أنا اسف عزيزي الشيطان فالتعوذ منك اصبحت عادة مستعصية على الخلاص منها .... _ المهم أنني هجرت جميع الحوريات واصبحت لا أطيق الجنة بدونها !!!! لكن مصيبتي في شعورها هي تجاهي !!! فلم تكن تبادلني نفس الحب مع أنها كانت تهبني نفسها بكل اريحية وتعلمني الفنون في ضرب النكاح !!!! الى أن وجدتها وبالصدفة ذات يوم تخونني مع رجلا قذرا كث اللحية !!!! كدت أجن لحظتها من القهر مما دعاني لأن أقوم بلكم ذلك الرجل !!! قام بعض المؤمنين بالفصل بيننا ..ولقد استدعاني على اثر تلك المشاجرة الملاك سكسويل الى مكتبه ( الملاك سكسويل هو صاحب الأشراف على شؤون تنظيم الجنس والطاقة الجنسية وما يتفرع منها من امور ) وقد بادرني غاضبا :
ويحك يا هذا ؟ هل تظن نفسك على الأرض؟؟ ... هنا لا شيء يخصك لوحدك... كل شيء مباح لأي كان؟؟ هيا قل لي ؟؟ ما اسمك ؟؟؟
قلت له وأنا أشعر بحنق ما بعده حنق :
اسمي الحاج عبدالله
ضحك سكسويل وقال :
هنا لا يوجد لقب حاج,, فكل الموجودين هم احباب الله ... على كل حال أستطيع أن اجعلك اسعد حالا وذلك باعطائك المزيد من الطاقة الجنسية !!!! سأهبك الان طاقة خمسون الف حصان
قلت له:
شكرا!!! لكن ما هو الحد الأعلى للطاقة هنا ؟؟؟
قال لي بود " وقد هدأ قليلا من غضبة":
الحد الأعلى هو 380 الف حصان فقط لكن هناك اشخاص مثل النبي محمد لهم كوتة اكبر من ذلك بكثير
قلت له ( وانا متاملا أن يهبني سوسو خالصة لي دون غيري ) :
لكنني اريد سوسو تحديدا ايها الملاك الجميل
عندها رد علي _ وسط دهشتي _ :
هذا ليس من أختصاصي !! أذهب الى الطابق الثاني حيث يوجد مكتب زميلي الملاك قوادويل لأنه هو المختص بشؤون توزيع الحوريات
عندها ودعته وشكرته على شحني بطاقة خمسون الف حصان.

استقلبي الملاك قوادويل بأبتسامته الرائعة وأكد لي بان هناك حوريات اجمل كثير ا من سوسو واختار لي خمسة دفعة واحدة وكذلك أشار علي بتجربة الغلمان الصغار !!! لكنني أكدت له بأنني غير شاذ جنسيا ولا استسيغ بتاتا أن ارى الأطفال يستغلون في مثل هكذا امور !!!!! كم أصبت بالدهشة حينما قال لي:

ذلك امر عادي جدا !!!! فهل أنت افضل من عمر بن الخطاب الذي ينكح يوميا خمسين غلام بقوة ثلاثين الف امبير - اقصد حصان _ ؟؟؟
فرددت عليه ( وانا كلي خشوع واحترام ) : لا...لا .. حاشا الله . فالفاروق هو مثلي العلى ...ليتني اساوي قلامة أظفره
أكد لي الملاك بانني سانسى سوسو مع مرور القرون _ هناك الزمن بالقرون وليس بالسنوات
بالفعل لقد بدأت ذكرياتي الجنسية مع سوسو بالتلاشي بعدمل حل محلها الكثير الكثير بما لا يقاس من الحوريات الخبيرات بكل الوضعيات وبكل ما يبهج في هذا المجال
مرت القرون تلو القرون ولا شيء سوى الخمر والجنس .. جنس ... اكل .. خمر... لدرجة الملل المزمن والتعب اللامحدود .
حتى ذلك اليوم الذي قابلت به حورية ذات مظهر قبيح جدا !!! فاجئتني تلك القبيحة وهو تحتضنني وتقبل شفتاها بشفتي وهي تبكي وتقول : أواه !! أما عرفتني ؟؟؟ أنا زوجتك الحبيبة بهية ؟؟؟ .
يا الهي لكم صعقت !!! كانت بالطبع لا زالت محتفظة بجمالها الدنيوي لكنها مقارنة بالحوريات هنا تبدو بغاية البشاعة والدمامة!!!! لذا عافتها نفسي ولم انجح في مجامعتها رغم شحنة الخمسين الف حصان!!! عندئذ بكت بهية حتى مزعت نياط قلبي وقالت لي وهي مولولة :
ماذا اعمل الان ؟؟؟
قلت لها:
تستطيعين أن تشبعين رغباتك و تمارسين الجنس مع أي كان هنا.. فكل شيء مباح كما قال لي الملاك سكسويل
فقالت لي :
لقد حافظت على نفسي شريفة عفيفة طوال دنياي ؟؟.. وأصبح عاهرة هنا ؟؟؟ وأنت..؟؟.أنت ؟؟ الذي لم تكن ترتضي أن تمسك يدي أمام الناس حينما كنا نتمشى معا !!! يهون عليك وبكل بساطة ان اتعرى امام الجميع ؟؟؟ يا لها من جنة؟؟ ويا لصدمتي ....
سيدي الشيطان : لقد مللت ...وتعبت.... وأنوي الأنتحار فعلا... فلذا لجأت اليك لتنقذني بحيلك الشيطانية وتوفر لي مسدسا بثلاثة رصاصات خارقات حارقات ؟؟فلقد سمعت أن هناك بانك قادر على تهريب الممنوعات !!!! فهل تساعدني ايها الحبيب ؟؟؟ بالمناسبة هل هناك مجال ايضا لصندوقين من حبوب الفياجرا ؟؟
أنتهت رسالة الحاج عبود
ما رايكم أنتم دام عزكم يا أبناء ادم؟؟
الى لقاء اخر من مذكراتي

الخميس، 29 سبتمبر 2011

مذكرات الشيطان الجزء السادس

بقلــــــــــم محمــــــــــد الحالــــــــــو

جميعكم تعتقدون أعتقادا راسخا بان محمد هو اخر الأنبياء,,لأنه أتمم دينه,, وختم رسالته , ونجح بنشر راية الحق والأيمان للبشرية جمعاء_ بارادة الله بالطبع _ !! أليس كذلك ؟؟ الحقيقة ليست كذلك أبدا !!!!
يسرني أن اضعكم بصورة حثيثيات هذه الواقعة والتي تتناقض_ بل تتعاكس تماما_مع كل ما عرفتموه.
أتذكر جيدا ذلك اليوم الذي كنت به أشعر بملل شديد _ أنا يالطالما رافقني هذا الشعور _ مما جعلني أذهب متخفيا, بهيئة شيخ طاعن بالسن, الى مدينة مكة المكرمة _ لم تكن انذاك مكرمة بعد _ في وقت حجيج القبائل للكعبة.... هناك قابلت رهط من اهل قريش يتحاورون بحدة واضحة في موضوع ما !!! دعاني فضولي لأن اعرف عما يتحاورون ويتجادلون !!!!.
بالنتيجة كانوا يلومون بعضهم بعضا على نجاح محمد بالهجرة الى المدينة المنورة _ (اصبحت بالفعل منورة بقدوم تلك العصابة )_ قال عمرو بن هشام – الذي اسماه الجهلاء ابو جهل _:
ويحكم ايها القوم ؟؟ أن ابننا _( يقصد محمد ا) _ سيفضحنا بين القبائل وسيجلب لنا العار جراء غزواته وقطعه للقوافل وادعائه بأن الله يكتب له الرسائل تلو الرسائل !!!
رد عليه ابو سفيان قائلا :
ابيت اللعن يا ابن يا ابن هشام !! وما نحن فاعلون ؟؟ هل سنظل مكتوفي الأيدي ؟؟ من هو ذا الرب أو الأله الذي لا عمل له سوى كتابة الرسائل ؟؟؟ اشيروا علينا يا قوم ما نحن فاعلون ؟؟
عندها _ ووسط دهشتهم _ قلت لهم : أذا كان ذلك الرب مغرم بكتابة الرسائل فلما لا تبعثون له بمكتوب!! تشتكون له به ما أصابكم على يد حبيبه !!وتشرحون له كل ما حصل من امور شائنة ؟؟؟ فقد يراجع نفسه ويردعه ضميره ؟؟!!!
وبعد اخذ ورد, استصوب القوم اقتراحي, وقام ابو لهب بكتابة هذه الرسالة
باسم اللات والعزى الرحمانان الرحيمان المحترمان
يسوئني اخباركم بان كل ما سمعتموه عنا هو محض دجل وزيف!!! ... فلا اقسم بالشهر الحرم باننا قوم اشراف نحترم اديان ابائنا وأجدادنا,و لا نرتضي الضيم ونجير الملهوف ونقري الضيف.
أنا لا اصدق بانكم تهدرون وقتكم الثمين بكتابة سورة تبت يدا ابي لهب وتب !! فكيف تلعنونني؟ وتلعنون زوجتي معي ؟ وانتم لا تعرفونني ولا تعرفونها _( أي لا تعرفون زوجتي المصون) - الا عن طريق شخص مغرض ومفقود حبل الود ما بيني وبينه ؟؟؟ كيف تجدون كل ذلك الوقت وانتم تحللون له نهب القوافل ونكاح النساء ؟؟؟ أن كنت تعرفون ذلك فتلك مصيبة وأن كنتم لا تعرفون فتلك مصيبة اكبر
واللات والعزى من وراء القصد.
____أنتهت الرسالة _ نسخة الى هبل ___ نسخة الى عزى
أخذت منهم المكتوب وبسرعة قمت بارساله عن طريق عسعسويل الى الله مباشرة _( طبعا عسعسويل هو ملاك رائع قمت بتجنيده لصالحي منذ زمن طويل وهو الذي ياتيني دوما باخبار العرش) .
بعد ذلك أخبرني عسعسويل _( بالتفصيل الممل كونه كان موجودا في تلك اللحظة المفصلية )_ عما حدث حينما تسلم الله الرساله !!!؟؟؟ فلقد اربد وازبد !وهاج وماج ! واستدعى جبريل على عجل, وقال لهبعيون يخرج منهما الشرر:
: ويحك كيف يحصل كل ذاك بدون علمي ؟؟ اما علمت بانني قد صرفت الغالي والنفيس : من حوريات ....من عقارات _ يقصد الأرض المقامة عليها الجنة والنار وما احتوت من مبان ومعدات _وكل ذلك من أجل أن اقنع بني الأنسان أن يعبدونني !!! وكل ذلك أيضا بلا طائل !!!! اخبرني ؟؟ هيا أخبرني بربك ؟؟( جبريل وكانه أخذ على حين غره فلقد أصبح وجهه يحاكي وجوه الأموات وهو يراقب الله وجلا ورعبا )؟؟ أين هو نجاح ابو الأنبياء وابو الكبش ( يقصد ابراهيم ) ؟؟؟ما استفدت أنا من ابو العصا؟؟ ( يقصد موسى لكنه من فرط عصبيته اصبح يستعمل الكناية ) وماذا جنيت من ابو الناقة ؟؟( يقصد صالح )!!!! وما اهمية أبني الذي أتهموني زوا بأبوته؟؟ ( يقصد عيسى ) !!!.. واخيرا ها هو صاحبك ابو النسوان ( يقصد محمد ) يفشل ايضا في مسعاه !!!!
وهنا في تلك اللحظة بقذف الله بالرسالة الى حضن جبريل ويقول بصوت كأنه الزئير:
أقرأ ؟؟
فقال له جبريل مندهشا :
لست بقاريء!!!!!
فعندئذ صرخ الله به وهو يكاد ان ينفجر :
هل تظن يا جبريل أنني أريد أن أبعثك رسولا ؟؟؟ لا لا لن أبعث اي رسول ابدا !!! لا اريد رسلا ولا اريد احدا أن يعبدني!!!دمروا الجنة !!! أطفئوا النار !!!! شوفولكم صرفة بالحوريات ( هذه الجملة قالها بالعامية ) فلقد تعبت تعبت تعبت تعبت .. اغربوا عن وجهي أريد ان انام.
وانتم يا احبتي تعرفون أن الله حينما ينام فان كل دقيقة عنده تعادل الف سنة مما تعدون