الاثنين، 5 أغسطس 2013

مجلس العرافين

بقلم سالم النجار


الاجتماعات التي قادها مختار القرية مع مجلسه البلدي في مقر إقامته لمناقشة أحوال البلاد والعباد بعدما ألم بهم من كرب , و لم تجدي التدابير نفعا, ولم تأتي بأقل الرجاء , فقد شحت أبارهم وذبلت أشجارهم وذهبت محاصيلهم وشارف فصل الشتاء على الانقضاء ولم يهطل المطر ,. توصل المجلس في جلسته الأخيرة أن حجم الابتلاء يفوق حجم الإجراءات ، التي اتخذها المجلس من تكثيف صلوات الاستسقاء والصوم والانذرة والدعوة إلى الفضيلة والنهي عن الرذيلة , وبناء المزيد من دور العبادة , كل هذا لم يشفع لهم فما زالت الغيوم تمر بسماء القرية كزائر ثقيل الظل تحجب الشمس لفترات وتبخل أن تجود بعطائها أو حتى دفع ضريبة العبور. مما اوجد حاجة ملحة إلى اتخاذ قرارات فورية وجريئة دون محابة أو مهادنة للوصول لجذر المشكلة وإيجاد الحلول الكفيلة لإنهاء المعاناة نهائيا . فكان قرار المجلس الاستعانة بمجموعة من أشهر العرافين واتقاهم أصحاب الخبرة والكفاءة والمشهود لهم من العامة والخاصة مهما كلف الأمر ، عل وعسى أن يكون الحل على أيديهم الطاهرة
باشر مجلس العرافين عمله بوضع قوانين وأنظمة توضح العلاقة بين الشعب ومجلس العرافين، وعمد المجلس إلى توسيع نطاق صلاحياته على حساب المجلس البلدي وحريات الأفراد كلما تأخر المطر ، فقام بإبادة أنواع من الحيوانات بحجة النجاسة، وحرق وقلع بعض الأشجار على أنها تحمل ثمار إبليس، وطالت يد المجلس حتى وصلت إلى بعض دور العبادة فقام بهدمها بحجة الأرض غير طهور ، ولاحق روادها وأقام الحد على البعض والبعض الأخر فر خارج القرية فشردت واستعبدت ذريتهم.
كل سياسات الذل والقهر والقتل والحرق التي مارسها المجلس ضد أهالي القرية لم تأتي ثمارها فمازال المطر ممسكا عن الهطول ، ومشكلة المياه تتفاقم أكثر فأكثر فقد جفت الآبار وفرغت الخزانات ولم يعد يجد أهالي القرية ما يطفىء ظمأهم غير المياه في السوق السوداء والتي أصبحت تباع بأضعاف ثمنها ، مما حدا بأحد الشباب بإرسال اقتراح لمجلس العارفين مضمونه" بما أن النهر يبعد عن القرية اقل من كيلو متر واحد بإمكاننا استغلال المياه بواسطة نقلها بأنابيب أو تنكات خاصة "
في اليوم التالي اصدر مجلس العرافين بيانا يعلن انه استطاع القاء القبض على رأس المؤامرة ومازال البحث جار عن أذيالها

ليست هناك تعليقات: